كما ثبت في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود والحديث رواه الإمام ابن خزيمة في صحيحه والإمام ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه ورواه البيهقي في السنن الكبرى وهو حديث إسناده صحيح كالشمس من رواية عن عبد الله بن قرط الثمالي رضي الله عنه وأرضاه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" إن أعظم الأيام عند الله جل وعلا يوم النحر ثم يوم القر " إن أعظم الأيام عند الله إن أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر ويوم النحر هو العاشر من ذي الحجة ويوم القر هو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة الذي يقر قبة الحجاج ويسكنون في منى بعد أن أفاضوا من عرفات واستقروا في هذا المكان المبارك في ضيافة الله جل وعلا فأما يوم عرفات فمع منزلته وعظيم شأنه كما سيأتينا فهو تابع ليوم النحر فالحجاج والعباد في يوم عرفات استقالوا من ذنوبهم وخطيئاتهم وتابوا إلى ربهم جل وعلا وعبدوه وذكروه وتقربوا إليه.
وأما في يوم النحر لما حصل منهم ما حصلوا أذن الله لهم بالوفادة عليه وزيارته ولذلك يقال للطواف الذي يقع في يوم النحر يقال له طواف الزيادة يزورون الله جل وعلا بعد أن تابوا من ذنوبهم وأنابوا إلى ربهم جل وعلا ولذلك قال أئمتنا منزلة يوم عرفة مع يوم النحر كمنزلة الطهارة مع الصلاة فلابد من طهارة للصلاة لكن الصلاة أعظم منزلة ولا بد أيضا ليوم النحر من يوم عرفة أن يتوب العباد إلى الله جل وعلا وأن يستغفروه وأن يلجأوا إليه وأن يشكروه فإذا قبلهم جل وعلا وتاب عليهم أهَّلهم بعد ذلك لزيارة بيته وللقدوم عليه لتناول ضيافته جل وعلا فهذا بمنزلة الصلاة كما أن يوم عرفة بمنزلة الطهارة.