ولكن في بعض تلك الحوادث والوقائع انحراف عما أتى به نبينا صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يواجه تلك الحوادث ويضع المنهج الصحيح للأمة والذي ينبغي أن تسير عليه وإليكم بعض هذه الحوادث التي هي ثابتة في دواوين السنة منها ما ثبت في المسند والصحيحين والحديث رواه الإمام النسائي في السنن ورواه ابن سعد في الطبقات ورواه الإمام البيهقي في السنن الكبرى من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته في السر فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها ثم قال بعضهم لبعض (معتذرا لنبينا عليه الصلاة والسلام من عدم اجتهاده صلى الله عليه وسلم في عبادة الرحمن على حسب توهمهم) قال بعضهم لبعض أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم إن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ونحن ليس لنا هذه المنقبة والمكانة فينبغي أن نبذل جهداً لا يبذله صلى الله عليه وسلم ثم قال بعضهم أما أنا فأصلى الليل ولا أنام قال آخر: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر وقال الآخر: أما أنا فأعتزل النساء فلا أتزوج. فلما أخبر النبي عيه الصلاة والسلام بمقالتهم جمعهم وقام في الصحابة خطيبا فداه أنفسنا وآباؤنا وأمهاتنا صلى الله عليه وسلم وقال:"ما بال أناس يقولون كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له".
وثبت في الصحيحين من رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية".