هذه آيات القرآن تأمرنا باتباع نبينا عليه الصلاة والسلام وتحذرنا من مخالفته ومن الابتداع في دين الرحمن وهذه أيضا أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام تأمرنا بالاقتداء به وتحذرنا من الابتداع ومن مخالفة نبينا صلى الله عليه وسلم وعلى هذا الأمر تتابع سلفنا الكرام فكانوا يوصون بالتزام السنة ويحذرون من مخالفتها من البدعة ويبينون أن من اقتصد وكان على سنة فهو خير وأفضل ممن اجتهد وكان على هوى وبدعة.
ثبت في مستدرك الحاكم بإسناد صحيح على شرط الشيخين وأقره عليه الذهبي وفي معجم الطبراني الكبير وسنن الدارمي والحديث في السنن الكبرى للإمام البيهقي ورواه الإمام اللالكائي في شرح أصول أهل السنة الكرام عن سيدنا أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:"اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة " فإذا كنت على السنة فمهما قل جهدك في النوافل والتطوع ومهما قل نشاطك واجتهادك فأنت على هدى ما دمت تتبع سنة المصطفى عليه وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فإذا ابتدعت وعبدت ربك على حسب رأيك فكلما ازددت اجتهادا ازددت من الله ابتعاداً الاقتصاد في السنة من الاجتهاد في البدعة وهذا الكلام مروي عن سيد القراء أبي المنذر أبي بن كعب رضي الله عنه وأثر أبي رواه الأئمة الكرام أبو نعيم في حلية الأولياء وابن الجوزي في تلبيس إبليس واللالكائي في شرح أصول أهل السنة الكرام أنه قال أيضا "اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة".
وثبت في كتاب "ذم البدعة والنهي عنها" لإبن وضاح والأثر نقله الإمام أبو شامة في كتاب "الباعث على إنكار البدع والحوادث" ونقله الإمام الشاطبي في الاعتصام عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم".