وقد ثبت في ترجمة الإمام أحمد بن حنبل وهذا الأثر يرويه عنه ابن الجوزي في كتاب مناقب الإمام أحمد في ص٤٣٤ وذكره الإمام الغزالي في الأحياء ولفظ الأثر أن هذا الإمام المبارك رأى رب العزة في المنام فرؤية الله جائزة عند أهل السنة الكرام لكيفية يعلمها الله ولا نعلمها ويشاهد الإنسان نورا ويقع في قلبه أنه رأى ربه أم رؤيتنا لربنا في غرف الجنات فهذه متواترة من القطيعات وردت بها آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومنكرها كافر ونسأل الله أن يكرمنا بالنظر إلى نور وجهه في جنات النعيم إنه أرحم الراحمين فهذا الإمام رأى ربه في المنام فقال ربي ما أحب وما أفضل ما يتقرب به المتقربون إليك أي قربة أي طاعة أحبها إليك قال يا أحمد بكلامي أفضل عبادة أحب عبادة يتقرب المتقربون بها إليك كلامي تلاوة ذكري هذا القرآن الذي أنزله الله علينا ليخرجنا من الظلمات إلى النور فقلت ربي فهم أو بغير فهم قال بفهم أو بغير فهم تلاوة كلام تؤجر عليها على كل حال وهذه أفضل الأذكار التي نذكر بها رب العزة والجلال أفضل ما يتقرب المتقربون هذا القرآن الميمون.
إخوتي الكرام..
وهذا الأمر وأعني عبادة الذكر وراسه كما قلت تلاوة القرآن هذه العبادة هي التي كانت عند سلفنا ويعكف عليه سلفنا فيذكرون الله بحمده وتسبيحه وتمجيده ويتلون كلامه آناء الليل وأطراف النهار ما الذي حصل؟
إن الأمر تغير، تغير إلى الصوفية وأئمة الصوفية الصادقون المخلصون منهم براء، نبت منهم نابته فاخترعوا الأشعار والقصائد وعكفوا على استماعها وإنشاؤها في بيوت الله آناء الليل وأطراف النهار ثم قاموا يتواجدون يرقصون فيزعمون أنهم يعبدون الحي القيوم كما أنهم ابتدعوا من الأذكار ما لم يرد عن نبينا المختار وقالوا هذه الأذكار هي أفضل مما ورد عن نبينا صلى الله عليه وسلم بدعتان نحو عبادة الذكر.