للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الغناء الذي فيه هذان الضابطان رداءة في الموضوع، وردائه في الصيغة، إن صاحبه شيء من آلات اللهو فلا خلاف في تحريمه، وقد أخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه سيطرأ حالاً على الأمة تستحل هذا النوع من الغناء بنوع تأويل وشبهة وإذا استحلته سيعاقبون بأشنع عقوبة ونسأل الله أن يلطف بنا، فاستمع إلى تقرير هذا من كلام نبينا - صلى الله عليه وسلم -، ثبت في صحيح البخاري ومعجم الطبراني الكبير، والسنن الكبرى للإمام البيهقي، والحديث رواه ابن عساكر، ورواه الإمام أبو داود في السنن من رواية أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [ليكوننَّ من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة يأتيهم الغفير، لحاجة ومساعدة، فيقولون ارجع إلينا غداً فيبتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة] ، الحر: جمع حر، وهي الفروج والزنى، والحرير معروف وضبط بالخاء، الخز: وهو نوع من الحرير، والعلم: أي الجبل، والسارحة: هي الماشية، أي يأتيهم الراعي الراعي بماشيتهم ليأخذوا حظهم من اللبن، فيبتهم الله، أي يدخل عليه الليل، ويضع العلم: أي يدكه ويقلبه عليهم المعازف فسرت بأمرين كما نص على ذلك شيخ الإسلام الإمام ابن حجر في فتح الباري عن شرح هذا الحديث وهو في كتاب الأشربة من صحيح البخاري باب فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، في الجزء العاشر صفحة خمسة وخمسين ١٠/٥٥ يقول (المعازف هي: جميع آلات اللهو بلا خلاف بين أهل اللغة، ونقل عن الجوهري أن المعازف تشمل الغناء أيضاً وعليه المعازف يدخل تحتها نوعان، غناء: وهو كلام يشمل على فحش وحتى يقال بتكسر وتخنث، ومعازف: وهي آلات اللهو التي فشت في هذه الأيام.