للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعم إذا كان عامة من ينتسب في هذا الوقت إلى التصوف دجاجلة إلا من رحم ربك فلا يجوز أن نحمل وزرهم للصالحين والصادقين، لكنني أريد عند هذه القصة فيمن يبحثون في التصوف ويرون أنه جاء من عباد الهنود والبقر ومن المجوسية وغير ذلك وأن الصوفية عطلوا الجهاد في سبيل الله، أريد أن أقول لهؤلاء الذين ملئوا الدنيا جعجعة باسم التوحيد والعقيدة عندما توقعتم وقوع معمعة عليكم لجئتم إلى من لعنه الله من فوق سبع أرقعة حتى إن بعضكم وصل به الأمر أن برر لبس الصلبان إذا وجدت به عادة البلدان، هل التوحيد والعقيدة كلام يقوله الإنسان أم سلوك يترجمه في هذه الحياة يدل على إيمانه برب الأرض والسموات، أي عقيدة وأي توحيد وأي توكل على الله المجيد إذا دخلنا في كنف من لعنه الله وغضب عليه، ثم ندعي بعد ذلك أننا أهل توحيد وأننا أهل عقيدة باسم التوحيد وباسم العقيدة، ترك التوحيد وترك العقيدة، ليست العقيدة ولا التوحيد كلاماً يقال باللسان، وإذا كان الصوفية في هذه الأيام أساؤوا إلى الصوفية السابقين فإن من ينتسبون إلى السلف في هذه الأيام من ينسبون أنفسهم زوراً وبهتاناً حقيقة أساؤوا إلى سلفنا الكرام الطيبين، أي توحيد هذا أن نخاف من المخلوق وأن ندخل في كنف كافر من أجل عرض من الدنيا لا وزن له ولا اعتبار، أي توحيد هذا؟ وانظر لهذا الموحد الصادق رؤوس تقطع سيوف تكسر ورماح تقصص ثم يقول لأصحابه هل تشعرون أم أنكم في ليلة عرسكم، فإذا قال له بعضهم لا يقول أنني أشعر كأنني ليلة عرسي، والله هذا هو التوحيد وهذه هي العقيدة الحقة الصادقة التي علمها نبينا - صلى الله عليه وسلم - لهذه الأمة.

اخوتي الكرام: لابد من وعي ولا داعي بعد ذلك لجعجعة في هذه الأيام لا وزن لها ولا اعتبار عند ذي الجلال والإكرام.