نعم هذا هو شكل المؤمن ورحمة الله على العبد الصالح شقيق ابن إبراهيم أبي علي البجلي عندما يقول مثل المؤمن كمثل رجل زرع نخلة وهو يخشى أن يخرج شوكاً، ومثل المنافق كمثل رجل زرع شوكاً وهو يطمع أن يثمر ثمراً، هيهات هيهات زرع النخل وأحسن عبادة الله ومع ذلك يخاف {يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} وأما ذاك فأساء العمل وما أطاع الله وأساء إلى العباد وبعد ذلك يتمنى على الله الأماني.
اخوتي الكرام: إن الخوف من الله جل وعلا ضروري لعباد الله في هذه الحياة، روى الإمام الحاكم في مستدركه بسندٍ صحيح للشيخين أقره عليه الذهبي، والأثر في الحلية أيضاً وفي كتاب الزهد للإمام همام بن السري وكتاب الزهد أيضاً للإمام وكيع رحمه الله عليهم جميعاً عن عبد الله بن عبيد الله وهو من التابعين الأبرار أكرمه الله بالتبرك برؤية ثلاثين صحابياً من صحابة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام وتوفي هذا العبد الصالح سنة سبعة عشر ومائة للهجرة ١١٧هـ وحديثه مخرج في الكتب الستة وهو ثقة فقيه إمام عدل رضاً، يقول هذا الذي أدرك ثلاثين من الصحابة رضوان الله عليهم يقول (جلسنا في الحجر إلى عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهم أجمعين فقال لنا: ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا والذي نفسي بيده لو تعلمون العلم لصلى أحدكم حتى ينكسر ظهره ولبكى حتى يتقطع صوته) .
والجملة الأولى: رويه عن صديق هذه الأمة سيدنا أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه في كتاب الزهد للإمام احمد وفي كتاب الزهد لشيخ الإسلام عبد الله بن المضار ورواها بن أبي شيبة في المصنف لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه أنه قال (إبكوا فإن لم تبكوا فتباكوا) أي استدعوا البكاء وتكلفوه من خشية رب الأرض والسماء.