وفي بعض روايات الحديث كما في صحيح مسلم وغيره أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال فقال: أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحُجّوا فقال بعض الصحابة رضي الله عنهم أفي كل عام يا رسول الله فسكت عنه عليه الصلاة والسلام ومم يجب فأعاد سؤاله " أفي كل عام يا رسول الله " فسكت ولم يجب حتى أعاد الثالثة فقال له النبي عليه الصلاة السلام لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت لما استطعتم عوني ما تركتم "ذروني ما تركتم" ما سكتُّ عنه لا تبحثوا عنه وما أمرتكم به افعلوا منه ما في وسعكم ومقدوركم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه ذروني / دعوني ما تركتم. إنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا وإذا أمرتكم بشيء فائتوا منه ما استطعتم. إن أفعالك أخي المؤمن تدور على أمرين اثنين لا ثالث لهما.
١. اكتساب.
٢. اجتناب.
فينبغي أن تجتنب ما نهاك عنه نبيك عليه الصلاة والسلام وأن تفعل ما استطعت مما هو في وسعك مما أمرك به نبيك صلى الله عليه وسلم. إن المأمور تفعله على حسب الوسع والمقدور وأما المحظور فينبغي أن يترك في جميع الأحوال والعصور. وأما السؤال الذي نهيت عنه هذه الأمة المباركة المحرمة في أول أمرها مع نبينا عليه الصلاة والسلام هذه السؤال يدخل تحته عدة أنواع:
? نهوا أن يسألوا عما لا فائدة ولا مصلحة منه.
? نهوا أن يسألوا الأمثلة التي هي عن طريفي التعنت والتشدد.
? نهوا أن يسألوا إنزال الآيات كما كانت تطلب الأمم السابقات.
? نهوا أن يسألوا عما اختص الله بعلمه من قيام الساعة والروح وغير ذلك.
? نهوا أن يسألوا عما لم يبين لهم من أمور الحلال والحرام حتى يأتي البيان من نبينا عليه الصلاة والسلام فأنتم تتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم عباد الله والله أعلم بمصالحكم فدعوا الأمر له ليُسيِّركم حسب حكمته ومشيئته لا لتتعجلوا تسيير أنفسكم كما تريدون.