إخوتي الكرام: –كما قلت- هذا الخليفة الراشد المبارك رضي الله عنه عندما قبّل الحجر حَذارِ حذار أن يقول صعلوك في هذه الأيام إن تقبيل الحجر والتبرك ببيت الله الحرام إن هذا من ذرائع الشرك وإن هذا من خصال الجاهلية ما فعلنا هذا إلا اقتداءً بنبينا خير البرية عليه صلوات الله وسلامه مع علمنا وجزمنا بأننا عندما نتبرك ببيت ربنا وبالحجر الأسود وبنبينا عليه الصلاة والسلام وبالصالحين من عباده أننا لا نخصّ شيئاً من ذلك بالعبادة فالعبادة لا تعرف إلا لمستحقها ألا وهو الله جل وعلا، لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إخوتي الكرام هذا المسلك الذي كان عليه سلفنا كما قلت في العصر الأول وعليه كان عندهم المعوّل يعوّلون عليه هذا المسلك هو المنقول عن أئمتنا بجميع مراحل هذه الأمة المرحومة يأمرون بالاتباع ويحذّرون من الزيغ والهواء والابتداع.
هذا سيدنا إمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه نجم السنن (م١٧٩هـ) وحديثه في الكتب الستة يقول كما في ترتيب المدارك بطبقات أصحاب الإمام مالك للقاضي عياض ١/١٧٢ " وخير أمور الدين ما كان سنة – وشر الأمور المحدثات البدائع وخير أمور الدين ما كان سنة " ما هو منقول عن نبينا صلى الله عليه وسلم ما هو ثابت في سنته. وشر الأمور المحدثات البدائع فكل محدث بدعة وكل بدعة ضلالة. وكان يقول: وقد نقل عنه هذا القول وشرحه الإمام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوي ٤/١٣٧ يقول: السنة كسفينة نبي الله نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام من دخلها نجا ومن حاد عنها هلك وغرق. ما نجا في الطوفان الذي حصل في عهد نبي الله نوح على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه إلا من دخل السفينة التي صنعها بأمر ربه الرحمن فمن دخل سفينته ممن عَبَدَ الله واتبع أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام نجا.