إخوتي الكرام: هذه الصفة لا بد من وعيها فلا يقبل الله جل وعلا العمل إلا إذا صدر من تقي لله عز وجل إنما يتقبل الله من المتقين فلا بد من تحصيل التقوى ليكون العمل مقبولا عند المولى جل وعلا وهكذا جعل الله جل وعلا هذه الصفة صفة التقوى شرطاً لقبول الأعمال ولما يترتب عليها من طيب الخصال في جميع الأعمال الصالحة فعبادة الحج مع مكانتها وظسم الأجر الذي لها لا يحصل الإنسان تلك الأجور إلا إذا كان من المتقين يقول الله جل وعلا مقررا هذا في سورتي البقرة: "فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون" فمن تعجل فلا إثم عليه غفر الله له ذنوبه وخرج كيوم ولدته أمه ومن تأخر فله تلك الجائزة بشرط أن يكون الأول والثاني ممن فيهم صفة التقوى فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون.
نعم إن الدار الآخرة جعلها الله للمتقين ولا يقبل العمل إلا إذا كان العامل تقياً فيا عبد الله إذا عملت صالحاً وأردت به وجه الله لكن ليس في نفسك تلك الحصانة أعني حصانة التقوى وهي التي تبعثك على ترك المنهيات وتبعثك على فعل المأثورات وهي التي تجعلك لا تنهمك في المباحات واللذائذ في هذه الحياة ولا يعني هذا أنك معصوم وأنك لن تفرط في حق الحي القيوم لكن شتّان شتان بين من يقع في الذنب اتفاقاً وعرضاً وبين من يقصده ويقع فيه أعراضاً عن شريعة الله عز وجل فكل نبي آدم خطاّء لكن إذا لك تكن في نفسك صفة التقوى أنت تحرص على الخطيئة وتسعى إليها وإذا كانت في نفسك صفة التقوى تقع فيها بمقتضى جبلتك وبشريتك التي لا تنفك عن قصور وتقصير ورحمة الله جل وعلا واسعة.