للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين اللهم صل على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء المرسلين وسلم تسليماً كثيرا وارض اللهم عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

إخوتي الكرام: نحن في شهر مبارك فاضل ألا وهو شهر الله المحرم وسيستقبلنا عما قريب في الغد وفيما بعده أيام مباركة ندبنا أيضاً إلى صيامنا كما ندبنا إلى الصيام في هذا الشهر على وجه العموم.

وقد ثبت في المسند وصحيح مسلم والسنن الأربعة إلا سنن النسائي والحديث رواه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي في السنن الكبرى من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم " فأفضل ما يقع من صيام في أشهر السنة بعد شهر رمضان صيام هذا الشهر المبارك العظيم ألا وهو شهر الله المحرم وفيه يوم بعد ذلك ألا وهو يوم العاشر منه يوم مبارك عظيم من الله فيه على نبيه الكليم على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه على نبي الله موسى بالنجاة من فرعون وقومه وأغرق الله فرعون وجنوده في هذا اليوم العظيم المبارك.

كما ثبت في الصحيحين وغيرها من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على منورها صلوات الله وسلامة فوجد اليهود يصومون في يوم عاشوراء وهو اليوم العشر من شهر الله المحرم فقال ما هذا قالوا هذا يوم صالح نجى الله فيه موسى ومن معه من فرعون وقدمه فقال نحن أحق بموسى منكم فصامه نبينا صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه ولذلك ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:" ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوماً يطلب فضله على غيره إلا صوم يوم عاشوراء ".