اخوتي الكرام: الصفة الرابعة لهؤلاء الرجال {يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} وتقلب القلوب وحركتها واقترابها وتحويلها من أماكنها. نعم إن القلوب في ذلك اليوم العصيب الرهيب تصل إلى الحناجر من أماكنها فلا يستطيع الإنسان أن يخرجها من فيه ليستريح ويموت، ولا تعود هذه القلوب إلى أمكنتها ليستريح ويهدأ ويطمئن كما قال الله جل وعلا مقرراً هذا في سورة غافر {وأنذرهم يوم الآزفة إذِ القلوب لدى الحناجر كاظمين} ممتلئين غيظاً وهماً وغماً، {إذِ القلوب لدى الحناجر كاظمين، ما للظالمين من حميمٍ ولا شفيعٍ يطاع}{يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} والأبصار في ذلك الموقف لا تستطيع أن تغمض ولا أن يطبق الجفن على الجفن، إنما هي شاخصة زائغة تدور يمنةً ويسرةً ولا تدري ماذا يفعل بها.