للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذاً اخوتي الكرام: هذا حال الخوف وتعريفه، احتراق القلب، تألم القلب بتوقع مكروه يقع في المستقبل عن أمارة معلومة أو مظنونة، فمن علم ماذا سيكون بين يديه فما سيستقبله عند لقاء ربه، ينبغي أن يطول حزنه في هذه الحياة وأن يكثر خوفه من رب الأرض والسموات، وهذا هو نعت المؤمنين الذين يعمرون بيوت رب العالمين {يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} . وبعد تعريف الخوف يحسن بنا أن ننتقل إلى بيان منزلة الخوف في الإسلام، ودرجة الخوف في الإسلام، وهل هو من أركان العظام أو هو من المستحبات والمندوب إليها في شريعة الإسلام.

اخوتي الكرام: لا بد من وعي هذه القضية، فالله جل وعلا ذكر في صفات هؤلاء العباد الطيبين الذين يعمرون، هذه الحياة لا تلهيهم تجارة لا بيع، وهذا واجب، ومن آله، هذه الحياة عن طاعة رب الأرض والسموات فهو في النار ثم بعد ذلك يقيمون الصلاة واجب ثم بعد ذلك يؤتون الزكاة يشفقون على عباد الله واجب، ثم يخافون هذا أوجب الواجب، ولا يمكن أن تقبل شيء من ذلك الاعتبارات والأمور والواجبات إلا بعد تحقيق الخوف من رب الأرض والسموات.