للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتي الكرام: أما الذكر فهذا للإنسان كالماء للسمك فلا يمكن للإنسان أن يحيي بدون ذكر الله جل وعلا بقلبه ولسانه وقد وضح لنا نبينا صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة في الحديث الثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت هذا حي كحال السمك في الماء عنده بهجة وحياة وذاك ميت قلبه خربٌ خربان. مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت ولفظ الإمام مسلم مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله كمثل الحي والميت إذا هذا الذكر فيه حياة لقلوب المؤمنين الموحدين فهذه الدنيا لا تلهيهم عن ذكر رب العالمين.

وهذا الذكر إخوتي الكرام: هو رأس الطاعات وروح العبادات فمن أجله شرع الله العبادات من أجل أن نذكره بها وأن نعظمه جل وعلا قال جل وعلا: "أتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى ن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون " +++ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون – ولذكر الله الذي يحصل في الصلاة عند التلذذ بمناجاة أكثر فائدة وأعظم منزلة من كون الصلاة تنهانا عن الفحشاء والمنكر.

فالمصلي يحصل فائدتين في صلاته الفائدة الأولى: وهي المقصودة أيضا له أن قلبه يبتهج ونفسه تنشرح وصدره يتنور بمناجاة الله جل وعلا ولذكر الله أكبر – ثم يترتب على هذا أثر آخر إن هذه الصلاة تحصنه بعد ذلك من المنكر والفحشاء "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر" أكبر أثر ومنزلة وفائدة من كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.