إخوتي الكرام: النية بالتشديد والتثقيل أفصح ن ويجوز التخفيف كما قرر علماء اللغة " النيَّة""والنِيَة " والنية هي الإرادة والعزم والقصد، وهي من أعمال القلب التي لا يطلع عليها إلا الرب سبحانه وتعالى ولذلك قال علماؤنا الكرام في تعريف النية على وجه العموم: هي انبعاث القلب نحو ما يراه نافعاً له في الحال والمال.. في العاجل والآجل.
إخوتي الكرام: ومع أن النية من الأعمال القلبية ولا يطلع عليها إلا رب البرية فقد قرر علماؤنا الكرام جواز التلفظ بها باللسان بل استحب ذلك جمهور أئمة الإسلام ومنهم الحنفية والشافعية والحنابلة رضوان الله عليهم أجمعين قالوا: يستحب التلفظ بالنية ليواطئ اللسان القلب وليكون الأمر أقوم قيلا وأشد تحقيقاً عند الإنسان لا سيما عند وجود الغفلة والسهو الذهول في بني الإنسان في آخر الزمان.
وهذا الذي قرره أئمتنا الكرام موجود في كتبهم إن شئتم أن تنظروا في المجموع شرح المهذب للإمام النووي ١/٣١٦ وانظروا المغنى للإمام ابن قدامة ٣/٢٦ وهكذا في سائر كتب أئمتنا –كما قلت- قالوا يستحب التلفظ بها ليواطئ اللسان القلب، وهذا الذي قرره أئمتنا يستند على فعل نبينا عليه الصلاة والسلام فقد صرح بنيته التي في قلبه الشريف عليه صلوات الله وسلامه صرح بها في لسانه في بعض المواطن.