والإمام ابن تيمية رحمة الله شرح هذه الجملة المأثوة في عدد من الصفحات وقررها انظروا كلامه على ذلك في مجموع فتاويه ١٠/٦٧٠ وأعاد الكلام على هذا الأثر في مجموع الفتاوي أيضاً ٢٢/٢٤٢ وخلاصة كلامه بعد أن قرر وجودها كثيرة في أحقية وصدق هذا الكلام قال في تقرير معنى هذا الأثر وأنه حق وصواب وأن نية المؤمن خير من عمله يقول هذا الإمام المبارك: المؤمن يثاب على نيته المجردة وإذا نويت الخير ولو لم تعلمه بجوارحك تثاب عليه ولذلك نية المؤمن خير من عمله والوجه الثاني في تقرير هذه الجملة المأثورة: أن من نوى خيراً وبذلك ما في وسعه لتنفيذه فعمل بعضة وعجز عن باقيه يكتب له أجر عمله من أوله لآخره لأنه نواه، وعزم على فعله ولما أراد أن ينفذه ما استطاع أن يقوم بجميعه نية المؤمن خير من عمله.
والأمر الثالث يقول: النية لا يدخلها فساد، النية الخالصة لا يدخلها فساد عندما يخلص لكن العمل قد يشوبه ما يشوبه من الفساد والضعف والنقص والأمر الرابع يقول: النية هي عمل الملك وبقية الأعمال هي عمل الجوارح القلب هو مَلِك الأعضاء وعمل الملك أشرف من عمل الجنود نية المؤمن خير من عمله فالنية عمل قلبي كما تقدم معنا..لا يطلع عليه إلا اللطيف القوي سبحانه وتعالى، عمل قلبي.. إذ هي عمل أشرف ما عندك من أعضاء هي عمل رئيس الأعضاء هي عمل المشرف على الأعضاء ألا وهو القلب هي عمل الملك لا يدخل عليها فساد، إذا عملت شيئاً وعجزت عن باقيه يكتب لك لنيتك النية المجردة..ولم لم يصاحبها عمل..تكتب لك، لهذه الأمور ولغيرها نية المؤمن خير من عمله.