للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإليكم بعضاً إخوتي الكرام: ثبت في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم والسنن الأربعة إلا ابن ماجه فالحديث في سنن الترمذي وسنن النسائي وأبي داود الطيالسي في مسنده كما رواه الإمام البيهقي في سننه والحديث صحيحٌ صحيح فهو في صحيح مسلم كما سمعتم ولفظ الحديث من رواية أمنا الطيبة المباركة عائشة قالت: "دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في النهار فقال هل عندكم شيء يعني من طعام؟ فقلت ما عندنا شيء يا رسول الله قال فإني إذاً صائم، ما عندكم شيء آكله أنوي الصيام، وقد نوى الصيام بعد طلوع الفجر قالت أمنا عائشة: فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم جاءتنا هدية وفي روية جاءنا زور أي ضيف، ضيوف وهؤلاء الضيوف عندما حلوا علينا معهم هدية فخبّأت شيئاً من هذه الهدية إلى النبي علية الصلاة والسلام فلما عاد ودخل بيته ثانياً قلت يا رسول الله قد جاءتنا هدية وقد خبّأت لك منها قال ما هي؟ قلت حَيسُ، والحيس هو الدقيق الذي يعجن بالتمر والسمن دقيق وتمر وسمن وقيل: أقط وسمن ودقيق حيسُ: خبّأته لك فقال النبي صلى الله عليه وسلم هاتيه فلما وضعته بين يديه فداه أنفسنا وآباؤنا وأمهاتنا عليه صوات الله وسلامه مدّ يده الشريفة المباركة إليه وبدأ يأكل، فقالت أمنا عائشة يا رسول الله أو لم تنو الصيام وقلت إني صائم هذا اليوم؟ فقال عليه الصلاة والسلام يا عائشة مثل الصائم في غير رمضان كمثل من أخرج صدقة، فجادت نفسه منها بشيء فدفعه وبخلت نفسه بما بقي فأمسكه، أنت أخرجت مائة ريال لتتصدق بها ثم بعد ذلك حصل في قلبك ما حصل من الخواطر وأنك بحاجة إلى هذا المال فدفعت خمسين وأمسكت خمسين هل عليك إثم؟ لا ثم لا، صدقة تطوع وتريد أن تتقرب بها إلى الله تعالى ليس لك من الأجر إلا بمقدار ما تصدقت مثل الصائم في غير رمضان كمثل من أخرج صدقة.