أما الفرقة الأولى:- أناس من ظاهرهم خير ويدعون الالتزام بالكتاب والسنة ولكن كما قلت وقعوا في فخ وشرك ومصيدة أعداء المسلمين فصاروا يخدمونهم من حيث يشعرون أومن حيث لا يشعرون، فهذا قائل منهم يقول إن الأمة الإسلامية في هذه الأيام في صحوة؟! ما هي الصحوة فيها قال بدأت تعود إلى الكتاب والسنة ونبذت مذاهب الأئمة لم تتقيد بها، يقول من قرابة خمسة عشر ١٥ سنة، الأمصار الإسلامية تلتزم بالمذاهب الأربعة فضلاً عن ما قبلها، أما الآن كتاب وسنة وخروج على مذاهب الأئمة، صحوة، وأنا أقول لهذا الجاهل الذي لا يدري ما يقول (والله ما مر على الأمة الإسلامية زمان! الأمة الإسلامية انحطت في علمها وفي فكرها وفي عزيمتها وقصرت في عملها، وتشتت في ذهنها ووقعت البغضاء بينها كحال الأيام التي نعيشها؟ هذه صحوة ضلال ليس بعده ضلال ضلال تعيشه الأمة من هذه الأيام الخروج عن مذاهب أئمتنا الكرام باسم العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكأن الأمة الإسلامية كانت على ضلال وردى، يعبدون الله بآرائهم التي ما أنزل الله بها من سلطان على رسلك أيه الإنسان والله ما المجتهد فينا إلا كالاعب فيمن سبقنا، والله ما المحقق بيننا إلا كطويلب بين يدي أئمتنا، إذا كان الخطيب البغدادي وهو من علماء القرن الخامس للهجرة وتوفي سنة ثلاثة وستين وأربعمائة للهجرة ٤٦٣هـ يقول (إذا ذكر السلف فما نحن بجنبهم إلا كنجم صغار بجانب نخل طوال) ، فماذا نقول؟ والله إذا ذكرنا من تقدمنا فما نحن بجنبهم إلا بمثابة الشياطين مع المهتدين فأي صحوة مزعومة في هذا الحين.