والفريق الثاني: وهم بلا شك أخطر من هؤلاء وفريق ثاني ادعوا الصلاح والاجتهاد وأرادوا من ذلك أن يطوعوا الإسلام للمفاهيم الغربية الجاهلية التي يعيشها البشر هذه الأيام، دعوات الإصلاح وحالهم كما قال الله:{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} ، الدعوة الإصلاحية الردية التي دعا إليها (محمد عبده) وقد هلك سنة ثلاثة وعشرين وثلاثمائة بعد الألف ١٣٢٣هـ ما خرج وما حصل بتلك الدعوة وما أوحي بتلك الدعوة إلا من قبل الإنجليزي اللعين (كرومر) وقد زين لهذا أن يخرج على مذاهب المسلمين وأن يقول بالاجتهاد، ليقول بعد ذلك كل واحد في دين الله ما شاء، ووصل الشطط بعد ذلك تحت ستار دعوة الإصلاح أن يفتي محمد عبده أنه لا مانع من لبس البرانيط ولا مانع من الاستعانة بالكفار في أمور الحياة فيما ينفعهم في الدنيا ولا يذكر لذلك ضابطاً ولا شرطاً ولا قيداً ولا مانع بعد ذلك من حل الذبح بالبلطة أو بالشرارة الكهربائية، بل لا مانع بالحكم بالقوانين الإنجليزية لأنها أقرب إلى الإسلام من غيرها، هي هي دعوة إصلاح ويراد منها الإفساد، نشهدها أيضاً في هذا الوقت بعد وفاة هذا الإنسان بتسعين سنة ٩٠سـ، سبحان ربي العظيم، تلبس برانيط الكفار، يوضع الصليب وفي الصدور ثم هذا لا مانع منه، نصوص الإسلام تتسع لذلك، وقد وصل به الأمر أنه كان يلي رتبة الإفتاء ومع ذلك يلي رتبة الاستشارية، هو مستشار في محكمة الاستئناف التي تحكم بالقوانين الفرنسية، نعم إن صدورهم اتسعت لأن توسع بين شرع الرحمن ونظام الشيطان، فهنا يفتي على حسب الإسلام، وهنا يقضي على حسب القوانين الفرنسية، دعوة الإصلاح التي وجدت وانتشر بعد ذلك منها من البلاء ما انتشر اخوتي الكرام كلها قامت على نبذ المذاهب الأربعة وأن هذا جمود ينبغي أن تتخلص الأمة منه، وتراهم يتململون في كل ساعة من المذاهب