إخوتى الكرام: كما هى العادة فى بداية الموعظة نتدارس مقدمة تدور حول موضوعنا وهذه المقدمات الماضية كانت تدور فيما يتعلق بحفظ الفرج ومنزلة حفظه وما يتعلق بسرد بعض القصص عن سلفنا رضوان الله عليهم أجمعين فى ذلك أما هذه المقدمة إخوتى الكرام فلها شأن آخر تقدم معنا أن غالب ما يقع الإخلال بهذا الأمر بالأمر السابع نحو الفرج يقع سرا استعمالا أو نظرا الإنسان ينظر ولا نستطيع أن نعلم هل نظر أم لا خائنة الأعين وهكذا يستعمل الفرج ولا يعلم بخلاف الكلام وشرب الخمر كما تقدم معنا فتلك معاصى ظاهرة وهذه باطنة إذا كان الأمر كذلك فحقيقة ينبغى أن نختم هذه الموعظة بقدمة تنفعنا نحو هذا الأمر ألا وهو مراقبة ربنا سبحانه وتعالى فهذ المعصية التى تتعلق بالفرج كما قلت نظرا واستعمالا فى الغالب لا تظهر للناس لكن لا تخفى على رب الناس الذى لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء فينبغى أن نراقب الله فى جميع أحوالنا وأفضل الطاعات مراقبة من لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماوات فى جميع الأوقات سبحانه وتعالى فهذا خلق المراقبة وهو درجة الإحسان فى الإسلام المراقبة أن نراقب الله فى جميع أحوالنا كأننا نراه فإذا لم نصل لهذا فلا بد من استحضار واستشعار أنه يرانا فى جميع أحوالنا.