للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣. وإذا روى من فحش غلطته ردت روايته لو روى دون رواية شارك فيها الحفاظ ويحكم عليها بالضعف. فنحكم أيضا على شذوذه هنا بالضعف هذا كلام أئمتنا فرواية عبد المجيد ... لو سلمنا أنها شاذة وهو متكلم فيه نقول هذا الشذوذ بمعنى أنه انفرد عنهم لا بمعنى أنه اثبت خلاف ما اتفق الجماعة من هم أعلا منه وأكثر ضبطا وعدلا في الرواية وعليه لا يضر فنحن إذا كنا نحسن حديثه لو لم يشاركه غيره فستحسن حديثه بهذه الزيادة وعليه استدل أن حديثه فيه ضعف – على التنزل – باتفاق المحدثين هذا الضعف يزول بالرواية المرسلة –أوليس كذلك؟ وهذا الكلام يعرض على علماء أهل الأرض قاطبة فلينظروا فيه وليعطونا رأيهم.

أما بعد ذلك قوله شذوذ أي شذوذ إذا انفرد بشيء ما خالف فيه الجماعة. أي ما أثبت شيئا نفته تلك الرواية ولا نفى شيئا اثبتته تلك الرواية صار كما لو روى هذه الزيادة برواية مستقلة لم يشاركه أحد في روايتها. لِمَ نرُدُّ زيادته وهذا كلام أئمتنا وهو الذي قرره أئمتنا قاطبة إخوتي الكرام انظروه أيضا كما قلت في هذا الكتاب وانظروه في تدريب الراوي للإمام السيوطي عليهم جميعاً رحمة الله تدريب الراوي ص ١٤٩ يقول: وإن لم يخالف الراوي بتفرده غيره وإنما روى أمراً لم يروه غيره فينظر في هذا الراوي المنفرد فإن كان عدلا حافظا موثوقا بضبطه كان تفرده صحيحا وأن لم يوثق بحفظه ولكن لم يبعد عن درجة الضابط كان ما انفرد به حسنا، وإن بعد من ذلك كان شاذا منكرا مردودا. وهل عبد المجيد بعيد؟ أو كما قلنا صدوق إذا والحاصل إن الشاذ المردود هو الفرد المخالف والفرد الذي ليس في روايته من الثقة والضبط ما يُجْبَرُ به تفرده هذا الذي قرره أئمتنا في كتب المصطلح إخوتي الكرام فلو سلمنا أن رواية عبد المجيد ... فيها شيء من الضعف- لو سلمنا – لزال الضعف الذي فيها.