للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آخر الأمور: حقيقة أرى لك أيها الشيخ وقد أمضيت ما أمضيت وأسأل الله أن يتقبل منك أن تستعد للقاء الله وقد قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام في آخر عمره (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) والله إن المناظرات والمجادلات والقيل والقال منا مذمومة فكيف من الشيخ الكبير الوقور نسأل الله أن يصونك من كل شائبة إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين. وبالختام أقول لك شئت أم أبيت وشئنا أن أبينا أنت والدنا ولا شك في ذلك ولك أمران. لا ينكرهما إلا من لا يخاف الرحمن:

١. أولهما: أنت كبير في العمر وليس منا من لم يجل كبيرنا وإذا جهلنا عليك فلسفاهة وطياشة عندنا وما ينبغي أن تشاركنا في الطياشة والسفاهة.

٢. والأمر الثاني: الذي لك حق به علينا أمضيت وقتا طويلا في خدمة حديث نبينا عليه الصلاة والسلام وإذا كان الكلب الذي صحب أصحاب الكهف جعل الله له ذكرا وقدرا فذكره في كتابه فكيف بمن يعيش مع سنة نبينا عليه الصلاة والسلام فترة طويلة من الزمان ووالله الذي لا إله إلا هو ما حصل الرد عليك ولا على غيرك إلا تعظيما لدين الله ومحافظة على ما قرره العلماء الذين هم قبلك لا انتقاصا لقدرك وإن كانت العبارة قاسية ولا يراد من قسوتها الطعن في شخصك ولا في ذاتك وإنما يراد من ذلك التنفير من أقوال تنفرد بها. وقد سبقنا إلى ذلك أئمتنا الكرام وكانوا يسلكون هذا المسلك مع من يشذ في قوله. وسأذكر لك كلاماً يقوله علماؤنا الكرام في بعض علماء الاسلام الكبار لتعلم أن ما يحصل نحوك ونحو غيرك لا يراد منه إلا النصح لدين الله ولا داعي بعد ذلك للطعن بما في القلوب فلا يعلم ذلك إلا علام الغيوب.