للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والقول الثانى تقدم معنا قال به الإمام الثعلبى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا وخلاصته أن الله وعد المتزوج بالغنى كما وعد العزب بالغنى فإن قيل يقول فما الفارق إذن يعنى لمَ ذكر وعد الله بإغناء المتزوجين وهذا حاصل لغيرهم قال أيضا من أجل أن الإنسان إذا لم يتيسر له الزواج وكان عزبا فليستعفف حتى يغنيهم الله من فضله وإذا طلب الزواج وهو فقير فما ينبغى للمرأة ولا لأهلها أن يمنعوه لفقره فهو يستعفف ويصبر ويأمل الغنى من فضل الله وإذا خطب يزوج ولا يمنعهم فقره من تزويجه ويأملون الغنى من فضل الله وقلت هذا القول مع أنه أقل فى البعد من القول الذى قبله أيضا ظواهر ما تقدم معنا يرد هذا ولذلك قال الإمام الألوسى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا فى روح المعانى فى الجزء الثامن عشر صفحة تسع وأربعين ومائة عند تفسير هذه الآية الكريمة ولا يخفى عليك أن الأخبار الدالة على وعد الناحك بالغنى كثيرة ولم نجد فى وعد العزب الذى ليس بصدد النكاح من حيث هو كذلك خبرا ما ورد خبر بأنه إذا كان عزبا سيضمن له من المعونة والرعاية والعناية والتوفيق كما هو الحال فى حق المتزوج الفقير والعلم عند الله الجليل.

إخوتى الكرام: هذا كله تقدم معنا كما قلت وسأختم الكلام على هذه المسألة بأسباب حصول الغنى للمتزوج هذه الأسباب متنوعة متعددة كلها كما قلت تقرر هذا الأمر أعنى أن كل واحد من الزوجين يرتفق بزوجه وبما يترتب على مصاحبته لصاحبه من غنى فى هذه الحياة.