للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن ذئبا أمسكوه وتماروا فى عقابه بأى شىء يعاقبونه فقال أكبر القوم زوجوه وإذا زوجتموه هذه أكبر عقوبة له ودعوه فى عذابه خله يعانوا ما يعانى ويقاسى ما يقاسى من نفقة من إنجاب أولاد من رعاية لهم من من من هذه كلها تحتاج حقيقة كما قلت إلى جهد وأنا لما كنت أذكر هذين البيتين للأخوة سابقا عندما أذكرهما أقول:

إن ذئبا أمسكوه ... وتماروا فى عقابه

قال شيخ زوجوه ... ودعوه فى عذابه

ليس دعوه وخلصوه من عذابه حقيقة إذا تزوج يعنى يتحمل شيئا من العناء والجهد والتعب الظاهرى البدنى لكن يجد كما قال الله ومن آياته أن خلق لكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة وتقدم معنا ومن كل شىء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون والزوجان كل واحد منهما للآخر كاليدين للبدن وكالعينين للإنسان وكالأذنين له وكالرجلين له يعنى لو فقد شيئا من ذلك إحدى الرجلين تعطل عن المشى إحدى اليدين تعطل أيضا عن مزاولة الحاجات على وجه التمام إحدى العينين إحدى الأذنين فإذن هذا لا بد من مراعاته أما أنه فى الدنيا يعنى يوجد لذة لا تنغيص فيها هذا لا يمكن أبدا كما تقدم معنا مرارا حتى الطعام نتعب فى تحصيله نتعب فى هضمه وأكله ونتعب فى إخراجه هذا لا بد منه لا يوجد فى الدنيا لذة كاملة إنما لذاتها مشوبة بالنقص والتنغيص والعكر والكدر اللذات الكاملة هذه فى دار الكمال بجوار ذى العزة والجلال فى الجنة كما تقدم معنا عند يعنى نقص هذه اللذة فى مدارسة هذا الأمر فى أول المبحث وذكرت الأمور العشرة فى بيان امتهان هذه اللذة ووجود النقص فيها وأنها لا تكون على وجه الكمال إلا فلا الآخرة فى دار كرامة الله جل وعلا إذن هذا إخوتى الكرام كما قلت الأمر الأول وهو سبب عادى لتحصيل الرزق الإنسان يتحرك يكون عنده كسل إذا تزوج لا بد أن يقوم بالعمل لا بد صار يشعر بمسؤولية.