للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن صاحب العقد قالوا صاحب العقد هو والد هذه المرأة والد زوجتك وقد حج معك فى السنة التى حججت فيها ورجع قبلك وكان كلما صلى يقول ما رأيت على وجه الأرض أتقى من الذى وجد على عقدى فى مكة وكان كلما صلى صلاة يقول اللهم اجمع بينى وبينه حتى أزوجه ابنتى هذه الأمانة وهذه الديانة هذا أمر عجيب اجمع بينى وبينه لأزوجه ابنتى قال لكن الأجل يعنى انتهى والعمر محتوم الأجل جاءه فذهب إلى لقاء ربه وقد أجاب الله دعاءه فكبر من فى البيت وكبر معهم وقال حتى ارتجت بعد ذلك الجزيرة بالتكبير من هذا الخبر العجيب يقول فجلست معها ورزقنى الله منتها ولدين ثم ماتت فورثتها أنا وولداى ثم مات الولدان فآل المال كله إلى فبعت العقد بمائة ألف دينار بدل خمسمائة يقول فكان من أغنى العلماء فى زمنه فيسألونه من أين لك هذا المال يقول هذا بسبب ما حصل لى بمكة ثم ترتب عليه هذا الزواج المبارك حقيقة هذا ارتفاق لا يخطر بالبال تزوج هذه المرأة وورثت من والدها ما ورثت فآل إليه هذا ارتفاق إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله.

إخوتى الكرام: ومثل هذه القصة جرت أيضا لشيخ الإسلام أبى الوفاء على ابن عقيل الذى توفى سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وانظروا قصته أيضا فى سير أعلام النبلاء فى الجزء التاسع عشر صفحة خمسين وأربعمائة كهذه القصة تماما وأيضا وجد عقدا فى مكة لكن تبين بعد ذلك أن هذا الرجل من بلاد الشام من حلب وجاء الإمام ابن عقيل إلى حلب واستوطن فيها فترة ولما أحبه أهل حلب وزوجوه زوجوه تلك البنت التى مات والدها وخلف لها العقد الذى وجده أيضا الإمام ابن عقيل انظروا هذا كما قلت إخوتى الكرام فى سير أعلام النبلاء فى ترجمة أبى الوفاء ابن عقيل عليه وعلى أئمتنا رحمات ربنا الجليل ولا غرو فى ذلك ولا عجب صنائع المعروف تقى مصارع السوء احفظ الله يحفظك.