للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما خَلْقه الظاهرى وصورته الظاهرة بدنه جسده من راسه إلى رجليه الشريفتين المباركتين على نبينا صلوات الله وسلامه، أعطاه الله ملاحة وبهاء، مليح ولكن هذه الملاحة فيها بهاء فيها جلال جمال وجلال هذا حال نبينا عليه الصلاة والسلام، كمال، والكمال ما انتظم أمرين، جمال وجلال ملاحة وبهاء، وترتب على هذين الأمرين أمران نحو من يراه، أولهما كان من يرى النبى عليه الصلاة والسلام يحبه لما فبه من جمال وبهاء وملاحة، وكان أيضاً يجله ويوقره لما يرى فيه من جلال وبهاء على نبينا صلوات الله وسلامه، ملاحة وبهاء ترتب عليهما فى نفوس الناس كما قلت: أمران جليلان معتبران أقرر هذه الأمور بأدلة إن شاء الله، حب من الناس له، تعظيم وتوقير وإجلال من الناس له على نبينا صلوات الله وسلامه، فكان له هيبة وهو مرهوب عليه الصلاة والسلام، وكان أيضا فيه حلاوة وهو محبوب عليه الصلاة والسلام، ولابد من الأمرين، أن يوجد فيه الهيبة وأن يكون محبوبا، أما الهيبة بدون محبة فهذا يصبح حاله كحال الجبابرة والملوك فزعا وخوفا منه، لكن ليس فى القلب تعلق به، ويريدون الخلاص منه كما يحصل فى الجبابرة والملوك يخافونهم يرهبونهم لكن دون تعلق ومحبة وميل إليهم، ومحبة بلا رهبة بلا إجلال، يصبح فيها ميوعة وشطط، فإذاً بهاء وملاحة ترتب عليها هيبة ومحبة.

كان الصحابة يحبونه ويجلونه عليه صلوات الله وسلامه، أما الملاحة التى فيه والجمال الذى فيه ومنحه الله له عليه صلوات الله وسلامه ولا يمكن أن يعطى الله هذا لمن يكذب عليه بعد ذلك ولو كان يحصل من هذا الذى ممنح هذا الكمال فى خلقه وخلقه، يحصل منه كذب على ربه لمسخه الله وعجل عقوبته، أما الملاحة التى فى خَلْقه عليه صلوات الله وسلامه فحدث ولا حرج.