للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصلاة والسلام طرفة عين، فاقطع أملك من ذلك، قال: أقتلك، قال: أنت وذاك، فقال: لأعوانه وحراسه وأفراد جيشه خذوه وضعوه على شجرة واضربوه بالسهام لكن لا تسددوا السهام عليه دعوها تسقط بجواره ليدخل فى قلبه الروع والفزع لعله يرتد إذا فاوضناه مرة ثانية، فأخذوه ووضعوه على شجرة وربطوه بها ثم سلطوا السهام عليه يضربونه سهاماً كالمطر لكن لا يقصدوه بالضرب بحيث تقع يميناً أو يساراً، ثم استدعاه هرقل، قال: هل تكفر وترجع عن دينك وتدخل فى النصرانية أزوجك ابنتى وأعطيك نصف ملكى، فردد عليه الكلام السابق، قال: أقتلك، قال: أنت وذاك، فقال هرقل: هاتوا قدراً كبيرأ ووضعوا فيه ماء ثم أوقد عليه النار، فأتى بأحد المسلمين فألقاه فى الماء أمامه، فظهر عظمه، أى انسلخ اللحم منه وظهر العظم، فقال: أترجع عن دينك وتدخل فى دينى وإلا أفعل فيك كما فعلت، فبكى عبد الله بن حذافة، فطمع ملك الروم قال: على ما تبكى، قال: أبكى لأننى لا أملك إلا نفساً واحدة، كنت أتمنى أن يكون لى أنفاساً أى أرواح بعدد شعر جسمى حتى يكون أعظمنى أجرى، نفس واحدة الآن تلقينى فى القدر وأموت فأنا أبكى لأن أجرى الآن سيقل، لو كان لى أرواح كثيرة واحدة بعد الواحدة تخرج لكان أحسن، أنا أغبط من مات لكن أريد أن تكون لى أرواح متعددة لأحصل أجراً كثيرا، فقال هرقل فقال ملك الروم: دعوه فى بيت وأغلقوا عليه وضعوا معه الخمر والخنزير، فإما أن يأكل وإما أن يموت، ففتحوا عنه بعد ثلاث فالتوى عنقه، فقال: ما منعك أن تأكل، قال: والله إن الله قد أحل لى ذلك عند الضرورة لكن لا أوريد أن أشمتكم بمسلم، تقولون: أكل خنزير شرب خمرا هذا لا يمكن، فقد الحياة أيسر، فقال له ملك الروم: هل لك أن تقبل رأسى وأطلق سراحك، قال: وتطلق سراح المسلمين، وكانوا ثلاث مائة، قال: نعم، قال: أقبل رأسك، فقام عبد الله بن حذافة وقبل رأس هذا الملك النصرانى النجس الكافر، فأطلق سراحه وسراح ثلاثمائة من المسلمين