للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعم قد يقوم هناك ظالم فينصر فى هذه الحياة، لكن لا يكون هناك دعوى النبوة، هو معروف أمام الناس أنه ظالم ولو قدر أنه ادعى النبوة سيفضح عاجلاً غير آجل وسيخذله الله جل وعلا ويجعله عبرة للعالمين وهذا الذى حصل أما متنبىء يخلد الله ذكره ويرفع قدره وينصره ويجيب دعائه ويجعله فى أكمل خلق وأتم خُلُق هذا يستيحل أن يوجد فى حكمة ربنا الجليل سبحانه وتعالى، ولذلك يقول الله جل وعلا {فلا أقسم بما تبصرون. وما لا تبصرون. إنه لقول رسول كريم. وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون. ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون. تنزيل من رب العالمين. ولو تقول علينا بعض الأقاويل. لأخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوتين} ، وهونياط القلب عرق يعلق به القلب إذا قطع هذا مات الإنسان {ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من أحد عنه حاجزين. وإنه لتذكرة للمتقين. وإنا لنعلم أن منكم مكذبين. وإنه لحسرة على الكافرين. وإنه لحق اليقين. فسبح باسم ربك العظيم} ، إذاً إذا تقول على الله بعض الأقاويل لعاجله الله بالعقوبة ولا ما أمهله طرفة عين، والله جل وعلا يقول فى سورة الطور {أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون. قل تربصوا فإني معكم من المتربصين} ، لو كان هذا شاعرا مفترياً أفاكاً ينسب النبوة لنفسه وليس بصادق ما تفعلونه من الإنتظار به وقطع دابره واستئصاله سيحصل له، لكن إذا كان صادقا ستستئصلون أنتم ويرفع ذكره ويعلوا قدره، {أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون} ، حوادث الدهر ليموت ونستريح منه، {قل تربصوا فإني معكم من المتربصين} ، فالظالمون لن يفلحوا والمفترون لن يفوزوا، فإذا كنت ظالما حقيقة سيبتر ذكرى ويمح أثرى، إذا كنتُ صادقا سترون لمن يكون الظهور والعلو ورفعة القدر، {قل تربصوا فإني معكم من المتربصين} ، ما النتيجة؟ {ألم نشرح لك صدرك. ووضعنا عنك وزرك. الذي أنقض ظهرك.