للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآفة السادسة إخوتى الكرام: من آفات شهوة الجنس شهوة التمتع بما أحل الله من النساء من الآفات فى هذه الحياة أن النفس لا تشبع منها ولا تقنع بما عندها مع أنه ما عندها يكفيها ويزيد على حاجتها يعنى عنده زوجة يريد ثانية تزوج ثانية يريد ثالثة تزوج ثالثة يريد رابعة طيب بعد يقول أريد النفس البشرية طبيعتها لو كان فى حوزتها جميع نساء الدنيا إلا واحدة فقط لقال أريد تلك الواحدة جميع نساء الدنيا بلا استثناء هن فى حوزته وفى عصمته وتحت رغبته إلا واحدة يقول أريد تلك ماذا عندها ما أعلم لعل حاجتى عندها يا عبد الله ما عند تلك عند هذه ما عند هذه عند هذه لكن هذه النفس البشرية إذن النفس البشرية لا تشبع من هذا مع أنه تكفيها منها شىء قليل يكفيه منها لكن هكذا النفس البشرية تتطلع كما قلت ولا غرو فى ذلك ولا عجب هذه الدار هى دار النقص وهى دار الذل وهى دار الحاجة وهى دار الفقر وهى دار الجشع ولذلك النفس تصاب بهذه الآفات نحو هذه الشهوة ونحو غيرها كما لو أنه لو ملك واديا من ذهب لأحب ثانيا طيب يا عبد الله الوادى يكفيك ويكفى ذريتك إلى عشرة قرون وادى من ذهب يريد ثانيا ولو كان عنده واد ثان لابتغى ثالثا ولو أعطيته ثلاثين لطلب الزيادة ولا يملأ جوفه إلا التراب ويتوب الله على من تاب وهنا كذلك شهوة كما قلت مع ما فيها من الآفات فيها هذه الآفة أن الإنسان لا يقنع منها ويتطلع ونفسه تزهد فيما يملكه وتتطلع إلى ما لا تملكه ولا يقنع يعنى من هذه الشهوة بما يكفيه إلا الكيس الفطن العاقل اللبيب وهم قليل قليل الذين حالهم كما قال الله {والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} وأما أكثر الناس فحاله أن يتمتع من هنا وهناك ولا يقنع بما يحصل من واحدة إلى أربع وهذا كما قلت حال هذه الحياة.

وليس العجب ممن هلك كيف هلك ... إنما العجب ممن نجا كيف نجا