للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إخوتى الكرام: تقدم معنا أن أعظم الشهوات الحسية عند بنى آدم شهوة الجنس وتقد معنا تقرير هذا من كلام الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبين معنا أن النفس البشرية لا تصاب بالعشق المفرط الذى يؤدى بصاحبه إلى تلف وهلاك إلا فى هذه الشهوة فمهما اشتهى الطعام لا يؤدى به ذلك إلى الهيام والجنون وإلى أن يموت هما وغما لأنه ما حصل شهوة طعام ما وهكذا شهوة الشراب أما شهوة الجنس فقد يصاب الإنسان لضعفه وعدم تعلقه بربه أحيانا بالتلف والعشق والوسوسة والجنون هذا حاصل فى الناس بكثرة فى القديم وفى الحديث ونسأل الله أن يعلق قلوبنا به وألا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين تقدم معنا تقرير هذا أن هذه الشهوة هى أشد الأشياء تسلطا على النفس البشرية والنفس البشرية تقدمها على غيرها من الشهوات الحسية وآخر ما ذكرته فى ذلك الحديث الثابت فى الصحيحين وغيرهما كما تقدم معنا قول نبينا عليه الصلاة والسلام ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكن وبينت ما يتعلق بهذا الحديث من معنى فى الموعظة الماضية ولا أريد أن أعيد شيئا من ذلك إنما هذا كما قلت آخر شىء ذكر فى آخر الموعظة الماضية أبنى عليه لأنتقل بعد ذلك كما قلت إلى بيان أن هذه الشهوة مع تعلق النفس بها هى شهوة أيضا خسيسة وضيعة يعنى ليس لها قدر ولا اعتبار ومع ذلك النفس تتعلق بها وتقدمها على غيرها فكيف بالشهوة الحقيقية التى تكون فى الجنة فى دار السلام.