والآفة الثالثة يقول يورث الهرم ويسرع المشيب قبل وقته يهرم والشيب ينتشر فى شعره عندما يفرط فى الجماع هذا كما قلت فى كتاب نزهة المتأمل ومرشد المتأهل يعنى الذى يريد أن يتأهل ينتبخ لهذا الأمر هذه الشهوة تفعل عند الاحتياج أما تكثر منها تصاب بهذه الأشياء وأصعبها الفالج والعمى نسأل الله العافية أما الشيب أمره يسير يعنى من شاب وما أصيب بعمى وفالج وشلل أمره يسير لكن هذه كما قلت شدائد يصاب بها الإنسان قد نص أئمتنا الكرام أيضا على أن من أكثر من تناول هذه الشهوة يصاب برعشة فى أعضائه ترى أعضائه تتحرك اضطرارا لا اختيارا لا يملكها من كثرة إفراطه فى تناول هذه الشهوة وتضعف ذاكرته ويصاب بنسيان وببلادة ويصاب بوجع فى المفاصل فلو مشى أمتارا لتعب وبدأ قلبه يخفق ونفسه يعلو من صدره هذا أيضا من هذه الشهوة كبد وقد يعقبها الموت وكم من إنسان مات بسبب الإفراط فى الجماع كم من إنسان بحوادث وقعت فى التاريخ كثيرة ونعرف بعض الحوادث كنت مرة فى بعض البلاد وبعض الناس كان فى المستشفى وما جلس فترة طويلة فجاءت أهله وهو فى حجرة خاصة فما ملك نفسه فوقع فمات إثر الوقاع مباشرة أعرفه معرفة شخصية فى بعض البلاد الإسلامية وأئمتنا ذكروا هذا أيضا فى كتبهم إن هذا حصل فى الزمن القديم بكثرة مع كثير من الناس جماعه أدى به إلى موته سبحان ربى العظيم كما تقدم معنا صورة ممتهنة لا تحصل إلا بتعب ثم بعد ذلك تعب فى تناولها ونصب يترتب عليها طيب مثل هذا يتنافس الإنسان فيه لو لم يؤمر بها لأعرض العاقل عنها ولذلك هى١:٧:٥٥ فليست يعنى هى فضيلة فى هذه الحياة فانتبه لذلك تتناول بمقدار الحاجة.