للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثالث: الجماع فإن البئر إذا لم تنزع ذهب ماؤها فمن أعرض عن بعد ذلك يعنى يجف هذا الماء عنده ولو تزوج بعد ذلك لوجد كلفة ومشقة هذه الأمور الثلاثة ينبغى للإنسان أن يعتنى بها مشى وأكل وجماع قال الإمام الذهبى معلقا على هذا الكلام الحق قلت يفعل هذه الأشياء باقتصاد لا سيما الجماع إذا شاخ فتركه أولى لا سيما الجماع إذا شاخ والشيخوخة من سنة الستين فما بعد إذا ما دخل فى الستين تركه أولى ولو فعله يبقى كما قلت باقتصاد يفعل هذه الأشياء باقتصاد لا سيما الجماع إذا شاخ فتركه أولى لأنه يغض من حياته ويضعف جسمه إضعافا كثيرا يعنى لو جلد الشيخ ألف جلدة أقل ضررا على نفسه من أن يجامع أهله إذا لم يجد لذلك نشاطا فلا بد من وضعه فى موضعه لا سيما الجماع إذا شاخ إذن إخوتى الكرام: شهوة لكن فيها هذا النقص تعب عندما يتناولها وتعب يترتب عليها وكما قلت بعض الناس تناولها ثم صار هلاكه بسببها وبعض الناس تناول شيئا ليقوى هذه الشهوة فى نفسه فهذا المقوى قتله كما حصل للخليفة الواثق يذكر الإمام الذهبى فى السير فى الجزء العاشر صفحة ثلاثمائة واثنتى عشرة فى ترجمة الخليفة الواثق وقد توفى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين للهجرة وهو هارون ابن المعتصم ابن هارون ابن الرشيد على المسلمين أجمعين رحمة رب العالمين يقول كان ذا نهمة بالجماع وسبب موته أكل لحم سبع من ذئب من أسد السبع المعروف حيوان مفترس ليقوى جسمه فى تناول تلك الشهوة قال فولد له أمراضا صعبة كان فى ذلك حتفه أكل لحم السبع ليقوى نفسه على هذه الغريزة فقضت عليه هذه الشهوة ولما احتضر رحمة الله عليه وعلى المسلمين أجمعين ألصق خده بالتراب ثم بكى وقال يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه ملك الله لا يزول وملك من عداه زائل إذن كما قلت إخوتى الكرام: شهوة لكن محفوفة بهذه الأخطار.

ثلاث مهلكات للأنام ... ومدعاة الصحيح إلى السقام

دوام ندامة ودوام وطء ... وإدخال الطعام على الطعام