للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأمرالثامن إخوتى الكرام: سألتك: هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، قلنا ما ذكره أبو سفيان باطل وبهتان، عندما قال: ونحن منه فى مدة أى صلح لا ندرى ما هو فاعل فيها، هذا كذب، والتنقيص على قسمين، تنقيص حقيقى أن يقول: يغدر وهنا يفتضح ويكذب، وتنقيص نسبى، وهو أن يقول يتوقع منه الغدر فى المستقبل ولا نعلم، والأصل لو كان صادقاً فى كلامه لقال كما أنه لم يغدر فى السابق لن يغدر فى الاحق، بقى معنا بعد دعوى النبوة ثلاثة عشر سنة فى مكةوستة سنوات فى المدينة، تسعة عشر سنة ما رأينا منه غدراً، فلا يمكن أن يغدر بعد ذلك انتهى، لكن هذه هى معادن الكفار الأشرار فى كل وقت، إذا أمكنه أن يؤذى مسلما أمكنه آذاه بما يستطيع، يعنى هو ليس بإمكنه أن يكذب كذباً صريحا من أجل أن يفتضح ويكشف، وإذا ظهر هرقل بعد ذلك على حقيقة أمره بطش به وقتله، إذا هو غاية ما عنده أنه يكذب فى أمر مستقبل لا يعلم فى هذا الوقت يعنى حقيقته، نفوض الأمر لا ندرى ما هو فاعل، فى الحقيقة يقصد التحقير لكن تحقير نسبى ليس حقيقى، والأصل أن يقول: ما غدر ولن يغدر، وهكذا كما قلت حال الكفار، إذا ما أمكن أن يقتلك يطأ على ظلك {لا يألونكم خبالا ودّو ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواهم وما تخفى صدورهم أكبر} ، يغدر لا لكن نحن منه فى مدة لا ندرى ما هو فاعل فيها.

الأمر التاسع: لا إله إلا الله، وسألتك: هل قاتلتموه؟ فزعمت أنكم قاتلتموه وأن الحرب بينكم وبينه سجال، قال هرقل: وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة، انتصرتم فى أحد وقتلتم من قتلتم هذا ليحصل التمحيص وليميز الله الخبيث من الطيب وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، الرسل يبتلون ويؤذن، لكن فى النهاية ثم تكون لهم العاقية.