للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يمكن أن تحصل يعنى جذوة نار قطعة نار من جوف الماء لا يمكن هذا وهذا حال الدنيا إذا أردت الصفاء والراحة والطمأنينة فيها فهذا خيال ووهم هذا لا يحصل إلا فى الدار التى لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين فهذا نبينا عليه الصلاة والسلام وهو خير عباد الرحمن وهو خير المخلوقات مع ذلك جرى فى بيته عليه صلوات الله وسلامه ما جرى وتحمل وعفا وصفح لحياة كدر حياة عناء حياة يقع فيها شىء من الشدة والبلاء فلا بد من أن تصبر ولا تقل للزوجة يعنى أن أفعل وأحسن وأقدم وأنت تقابلين بعد ذلك هذا بهذه المعالمة يا عبد الله هذا حال الحياة لا راحة إلا بلقاء الله جل وعلا ثم كما قلت هذه الحوادث من أولها لآخرها إذا كنت القلوب طاهرة تبقى انفعالات ظاهرية تزول بعد ذلك مباشرة إنما حصل انفعال {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} ذكرت الحادثة الأولى إخوتى الكرام فى تآمر من تآمر من أمهاتنا على نبيناو عليهن صلوات الله وسلامه على نبينا عليه صلوات الله وسلامه وكيف تسبب عن هذه المؤامرة أن يحرم نبينا عليه الصلاة والسلام على نفسه سريته وأن يحرم على نفسه شرب العسل فعوتب من قبل الله عز وجل ثم بعد ذلك هجر نساءه شهرا فكل واحدة تتمنى لو قطعت فى ذلك الشهر قطعا بعدد ذراتها ولم يحصل هذا الهجر من نبينا عليه الصلاة والسلام لها ثم عندما نزلت آية التخيير وبدأ بأصغرهن بأمنا عائشة رضى الله عنهن جميعا قال سأعرض عليك أمرا لا تستعجلى حتى تستشيرى أبويك ثم تلا الآية قالت أفيك أستشير بل اختار الله ورسولهعلى نبينا وآل بيته جميعا صلوات الله وسلامه ثم استقرأ نساءه التسع كل واحدة تقول هذا بل اختار الله ورسوله.

{يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا* وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما} .