للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكلمة الزعم إخوتى الكرام تأتى غالبا فى القول المشكوك فيه الذى لا يثبت وقد تأتى فى القول الحق الصدق الذى لا شك فيه فى وقوعه وفى حقيقته وهنا كذلك قد ثبت فى صحيح مسلم فى حديث أنس رضى الله عنه عندما جاء ضمام ابن ثعلبة إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فقال له أتانا رسولك فزعم أن الله أرسلك قال صدق زعم قال صدق فهنا أطلق الزعم والنبى عليه الصلاة والسلام أقره عليه وقال هذا كلام حق ثم إلى آخر الحديث قال من خلق السماء قال الله فمن خلق الأرض قال الله قال فمن خلق هذه الجبال وجعل فيها ما جعل قال الله قال أسألك بالذى خلق السماء والأرض والجبال وجعل فيها ما جعل آلله أرسلك قال نعم قال صدقت ثم سأله بعد ذلك عن الصلاة وعن غيرها ثم قال وزعم رسولك إن الله افترض علينا خمس وصلوات فى اليوم والليلة قال صدق قال الإمام النووى عند شرح هذا الحديث فى شرح صحيح مسلم فى الجزء الأول صفحة سبعين ومائة نبينا عليه الصلاة والسلام قال صدقت مع ضمام مع قوله زعم يقول فى ذلك دليل على أن لفظ الزعم ليس مخصوصا بالكذب والقول المشكوك فيه بل يطلق أيضا على القول المحقق والصدق الذى لا شك فيه قال وقد أكثر سيبويه إمام العربية فى كتابه فى الكتاب الذى سمى بهذا الاسم الكتاب ولم يسمه باسم إنما أطلق عليه لفظ الكتاب للإمام سيبويه كان يقول زعم الخليل زعم الخليل بمعنى قال الخليل وقرر الخليل وذكر الخليل وهنا ألست تزعم يعنى ليس المراد أنك تتدعى زورا وكذبا هذا لا يمكن أبدا يعنى ألست تقول إنك رسول الله عليه الصلاة والسلام كيف أنت رسول الله عليه الصلاة والسلام وخير خلق الله وتأمر بالعدل ثم تأخذ المتاع الثقيل لصفية تضعه على جملى ومتاعى الخفيف تحوله إلى جمل صفية ألست تزعم أنك رسول الله عليه صلوات الله وسلامه قالت فتبسم فقال أفى شك أنت يا أم عبد الله انتبه ما تريد أن لست فى شك أيضا تعيد الكلام من غضبها وانفعالها والغيرة التى تلبستها قالت قلت