للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما الأمر الأول: فقد تقدم معنا إخوتى الكرام أن نبينا عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقا مع الحق ومع الخلق وتقدم معنا أن المؤمنين هم خير البرية وخير المؤمنين خيرهم لنسائهم وعليه نبينا عليه الصلاة والسلام هو خير المخلوقات للنساء وللذرية وللأهل ولا يمكن أن يوجد بيت وما وجد فيه عشرة تعدل عشرة نبينا عليه الصلاة والسلام لنسائه ولآل بيته الطيبين الطاهرين عليهم جميعا صلوات الله وسلامه فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخيرهم خيرهم لأهله ونبينا عليه الصلاة والسلام خير الخليقة لأهله على نبينا وعلى آله الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه وقبل أن أنتقل إلى ما يتعلق بشهادة أمنا خديجة رضى الله عنها وكما قلت هى أعلم الخلق به عليه صلوات الله وسلامه فقد عاشرته عشرة لم تحصل لأحد من الخلق غيرها على نبيناو عليها وعلى سائر آل بيته الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه قبل أن أنتقل إلى بيان تقرير هذا بشهادة أمنا خديجة رضى الله عنها وأرضاها قلت إخوتى الكرام إن من عناية الله برسله وأنبيائه عليهم جميعا صلوات الله وسلامه أن وفقهم ويسر عليهم وقدر لهم رعاية الغنم قبل بعثتهم وهذا ليحصل فيهم التواضع لربهم جل وعلا وليحصل بعد ذلك فيهم حسن الرعاية لأممهم فنقلهم الله من رعاية الغنم إلى سياسة وتعهد والرفق بالشعوب والأمم على نبينا صلوات الله وسلامه وقررت هذا فى الموعظة الماضية وأنه ما من نبى إلا وقد رعى الغنم واختار الله لأنبيائه هذا لما فى الغنم من خلق السكينة والليونة ولما فيها من الخير والبركة كما تقدم معنا ولذلك السكينة والخير والبركة فى أهل الغنم والغلظ والجفاء والفخر فى الفدادين فى أهل الإبل كما تقدم معنا هذا من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم ووضحت هذا إخوتى الكرام لأن من يعنى رعى الإبل وانصرف إليها يحتاج أن يقضى وقتا طويلا فى البادية.