وقد قال حبر الأمة وبحرها ترجمان القرآن عبد ابن عباس كما فى كتاب الأدب المفرد للإمام البخارى صفحة أربع وثمانين قال ابن عباس رضى الله عنهما عجبت للكلاب والشاء يعنى الغنم إن الشاء يذبح منها فى السنة كذا وكذا ويهدى كذا وكذا والشاء أكثر منها والكلب تضع الواحدة كذا وكذا وهى قليلة يعنى الكلبة عندما تلد تلد عدد ثلاثة أو أكثر والغنم الغالب على ولادتها واحدة وإن زادت إلى اثنين وما زاد على اثنين فى حكم الندرة ثم يذبح منها فى العام كذا وكذا وما يخلو يوم من ذبح مئات بل ألوف وإن قلت ملايين لا تبالغ١:٢٢:١٥ ومع ذلك سبحان من بارك فيها لو أن هذا الذبح استعمل فى الكلاب لما بقى كلب من زمن يعنى هى يعنى مع عدم إعمال السكين فيها وأكل لحمها سبحان من قلل عددها يقول ابن عباس رضى الله عنه عجبت للكلاب والشاء حقيقة أمر عجيب لكن هذا بارك الله فيه وما بارك الله فيه لا يمكن يعنى أن ينقطع ولا أن يقل هذا مبارك وأما تلك فهى نحسة نجسة نعوذ بالله منها شر المخلوقات فلذلك ما وضع الله فيها البركة فما كثرة توالدها ترى قلة عددها الكلاب وأما هذه مع قلة عدد توالدها سبحان الله تنمو كما ينمو الدود الغنم من أين تأتى تأتى من عند الكريم الوهاب سبحانه وتعالى بغير حساب الغنم سأل عن الصلاة فى مرابض الغنم قال صلوا فيها فإنها بركة ولذلك اختار الله لأنبيائه على نبينا وعليهم جميعا صلوات الله وسلامه ورعاية الغنم من أجل أن يحصل فيهم هذه البركة ولأجل أن يحصل فيهم هذا الخلق الكريم فى رعاية هذا الحيوان البهيم الذى هو مبارك مسكين أنيس هو خير الحيوانات وأكثرها أنسا ولطافة اختار الله لأنبيائه هذا ثم بما أنها فيها هذا الأمر تحتاج إلى حنو سعة صدر حسن رعاية ضعيفة انقض عليها الذئب يأكلها من أولها لآخرها أما الإبل إذا رآه الذئب يهرب منه لو أن الذئب اقترب من الإبل لضربه بيده فقطعه قطعا لا تعد ولا تحصى أما هذه المسكينة قد يأتى يعنى ذئب واحد