للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآفة الثامنة: وهى آخر ما تدارسنه إخوتى الكرام قلت هذه الشهوة مما يدل على نقصها ووجود الآفات فيها أنه يشاركك فيها الغواة من العصاة يشاركك فيها المشركون والمشركات يشاركك فيها البهائم والعجماوات بل ربما كان نصيب تلك البهائم منها أكثر من نصيبك بكثير وواقع الأمر كذلك وقلت لكم إن حيوانا صغيرا وهو العصفور أكثر سفادا ووطأ من بنى آدم وهو أكثر الحيوانات على الإطلاق وأكثر المخلوقات على الإطلاق مباشرة وقضاء شهوة وهو صغير الحجم بمقدار ملىء الكف وهذا كما قلت مما يدل على نقص هذه الشهوة وهكذا كما قلت بقية الأمور التى فينا إذا افتخر الإنسان بقوته فالسباع أقوى منه وإذا افتخر يعنى تحمله وحمله فالبغال تتحمل أكثر منه وخلق الإنسان ضعيفا كما قال الله جل وعلا فإذن هذه الشهوة يشاركك فيها شرار الخلق ويشاركك فيها البهائم والمشاركة فى اللذة كما تقدم معنا من علامات النقص فيها وتضعف التلذذ بها لأنها ليست خالصة لك يشاركك فيها الأراذل يشاركك فيها الحيوانات العجماوات نعم إن مشاركة الأضداد لك فى المعنى فى أمر من الأمور يضغف قيمة ذلك الأمر عندك والكفار هم أضداد لنا فهم نجس بص القرآن إنما المشركون نجس والمؤمن طيب طاهر مطيب هذه اللذة اشتركنا معهم فيها هذا مما يضعف قيمتها عندنا مما يضعف القيمة عند الطيبين إن هذه اللذة شاركك فيها هؤلاء الأراذل وهكذا يشاركك فيها أضادك الذين هم فى الصورة والمعنى أيضا وهم الحيوانات أولئك أضداد لنا فى المعنى وصرتهم كصورتنا لكن حقيقتهم تخلف عن حقيقتنا فهم معادن نجسة وهنا معادن طيبة طاهرة وبعد ذلك يشاركك فيها من يخالفك فى الصورة والمعنى من الحيوانات العجماوات كما قلت هذا كله يضعف قيمة اللذة عندك أما هذه اللذة فى الآخرة لا يشاركك فيها حيوان بهيم ولايشاركك فيها كافر لئيم {قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك