للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك وأن يفكر فيما هو أعظم منه كأنه يقول لا يسترسل فى البحث فى النعيم الحسى من المطاعم والمشارب والمناكح فى الجنة هناك ما هو أعظم فى الجنة رضوان الله النظر إلى نور وجهه الكريم سبحانه وتعالى يعنى لا يجعل همته أنه يريد فى الجنة أن يأكل ويشرب وأن يتمتع يعنى بالحسان من الحوريات والمؤمنات الطاهرات قال لا ينبغى أن يقصر همته وأن يفكر فيما هو أعظم من ذلك وأبو سليمان من أئمتنا الربانين الكرام وهو الذى يقول أصل كل خير فى الدنيا والآخرة الخوف من الله وكان يقول لكل شىء علم وعلم الخذلان ترك البكاء من خشية الرحمن عليه وعلى أئمتنا رحمات ربنا.

والإمام الجنيد جاء بعده وتوفى سنة سبع وتسعين ومائتين للهجرة يقول شىء بلغنى عن أبى سليمان استحسنته وهو يقول الإمام الدارانى عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا من اشتغل بنفسه شغل عن غيره ومن اشتغل بربه شغل عن نفسه وعن غيره حقيقة إذا بحثت فى أمر نفسك وفى عيوبك وكيف ستخلص نفسك من الرعونات والآفات تشتغل عن المخلوقات وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس وإذا فكرت بعد ذلك فى حقوق الله عليك يعنى حقوق النفس يعنى لا حظوظها وشهواتها تسلو عنها وتعطيها بمقدار وتقوم بحق الله عليك وتسلو بعد ذلك عن مشتهيات النفس وعن الكلام فى الغير ومن اشتغل بالله شغل عن نفسه وعن غيره عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا إذن هذا عبد صالح يرى حورية فى النوم تقول له أربى لك فى الخدر منذ خمسمائة سنة.