قال الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب لم أقف على جرح وتعديل فيه لغير ابن حبان يعنى ما أحد تكلم عليه من أئمتنا لا فى جرح ولا فى تعديل إلا ابن حبان فقد وثقه لغير ابن حبان وهو عداد المجهولين لأن الجهالة لا ترتفع عن الراوى إلا إذا روى له راويان ولم يرو عن الضحاك إلا محمد ابن مهاجر الأنصارى وتقدم معنا هو ثقة من رجال مسلم وغيره لكن ما روى محمد ابن مهاجر الأنصارى عن الضحاك المعافرى ولذلك وثقه ابن حبان وعلى تعبير الإمام المنذرى هو فى عداد المجهولين والإمام ابن حجر يقول إنه مقبول والحديث لا يوجد فقرة من فقراته إلا ولها شواهد ونعيم الجنة كذلك يعنى هذا وصف الجنة كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام فى هذا الحديث وإن كان فيه هذا الراوى وهو مقبول وما ارتفعت عنه الجهالة وقد وثقه الإمام ابن حبان عليهم جميعا رحمة ذى الجلال والإكرام فمعنى الحديث ثابت فى أحاديث كثيرة الجنة لا خطر لها هى نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وفاكهة كثيرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة إلى آخر الأوصاف هذا وصف الجنة هذا وصف الجنة لكن من ناحية الإسناد كما قلت الضحاك المعافرى لم يرو عنه من أهل الكتب الستة إلا الإمام ابن ماجة وقد وثقه الإمام ابن حبان عليهم جميعا رحمة ذى الجلال والإكرام أما شيخ الضحاك المعافرى وهو كما سليمان ابن موسى الأشدق فهو أيضا من رجال مسلم والسنن الأربعة وهو صدوق فقيه نعم فى حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل لكن حديثه لا ينزل عن درجة الحسن إن شاء الله وأما كريب مولى سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهم أجمعين فهو ثقة وحديثه فى الكتب الستة وخلاصة الكلام لا يوجد فى الإسناد من تُكُلِمَ فيه إلا الضحاك المعافرى لم يرو عنه إلا محمد ابن مهاجر الأنصارى الشامى والحديث إن شاء الله معناه كما قلت ثابت صحيح فى أحاديث كثيرة تصف الجنة بما فى هذا الحديث.