.. قال عبد الرحيم – غفر الله له ذنوبه أجمعين – إطلاق الكفر على الزائغين المبتدعين، من قبل بعض السلف الصادقين، محمول على واحد من أمور أربعة عن المهتدين، فاعلم ذلك ولا تكن من الغافلين، قال الإمام البغوي – عليه رحمة رب العالمين – بعد أن قرر وجوب هجر الزائغين المفسدين، وسير السلف على ذلك الهدي القويم –: ثم هم مع هجرانهم كفوا عن إطلاق اسم الكفر على أحد من أهل القبلة، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – جعلهم كلهم من أمته – أي في الحديث المتقدم في افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة –. وروي عن جماعة من السلف تكفير من قال بخلق القرآن، روي ذلك عن الأئمة الكرام مالك، وابن عيينة، وابن المبارك، والليث بن سعد، ووكيع بن الجراح، وغيرهم – رحمهم الله جميعاً –. وناظر الشافعي – رحمه الله تعالى – حفصاً الفَرْدَ، فقال: حفص: القرآن مخلوق، فقال الشافعي: كفرت بالله العظيم (١) .
والأمور الأربعة التي يحمل عليها إطلاق الكفر على المبتدعين هي:
(١) - انظر شرح السنة: (١/٢٢٨) ، وانظر مناقشة الشافعي لحفص الفرد المعتزلي وحكمه بالكفر على من قال بخلق القرآن في الأسماء والصفات: (٢٥٢) ، والسنن الكبرى: (١٠/٢٠٦) ، ومناقب الشافعي: (١٠/٤٦٠) والانتقاء: (٨٢) ، وتبيين كذب المفترى: (٣٣٩) ، والمقاصد الحسنة: (٣٠٤) ، وفيه: تكفير الشافعي لحفص الفرد ثابت، وانظر كشف الخفاء: (٢/٩٤) ، وتدريب الراوي: (٢١٦) ، ومنهج ذوي النظر: (١٠٦) ، والبداية والنهاية: (١٠/٢٥٤) ، ومجموع الفتاوى: (٢٣/٣٤٩) ، وآداب الشافعي ومناقبه: (١٩٤) ، وذلك الحكم قاله الإمام أحمد أيضاً ففي مسائل الإمام أحمد: (٢٦٢) قال أبو داود: قلت لأحمد: من قال القرآن مخلوق أكافر هو؟ قال: أقول هو كافر.