للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكيف يقول الحميدي: إن الطبقة الثانية كانت تسقط وهي موجودة في الآخرة بنص هذه الآيات، ونعلم ضرورة من دين الأمة وبالإجماع على ما نقوله أن الناس ينقسمون (ق.٢٣.أ) في الآخرة باعتبار آخر إلى ثلاثة أقسام:

- قسم لا يدخلون النار أصلا، بل هم في الجنة ابتداء.

- وقسم لا يدخلون الجنة أصلا بل هم في النار ابتداء، ويبقون فيها مخلدين أبدا.

- وقسم يعذبون بالنار ثم يدخلون الجنة ويبقون فيها أبد الآباد.

ولا بد أن يكون هذا القسم الثالث داخلا في أصحاب اليمين، إذ لا يصح دخولهم في أصحاب الشمال أصلا، لأنهم غير مكذبين، وأصحاب الشمال مكذبون وهم الكفار، وإذا كان أولئك غير مكذبين فهم مؤمنون، وإذا كانوا مؤمنين دخلوا بعد القصاص منهم في أصحاب اليمين ضرورة.

وإذا صح من كل وجه أن الناس في القيامة ثلاثة أقسام فكيف يقصد الحميدي إلى إبطال أحد القسمين الواردين في المؤمنين، أو يلزم على ذلك أن يكون المقربون في الجنة من الآن، ثم يفرق في ذلك بين المقربين وأصحاب اليمين فيجعل أصحاب اليمين في الجنة يوم القيامة لا قبل ذلك، وسورة الواقعة بما تضمنته في القسمين لم تفرق بينهما في هذا المعنى على ما نذكره.

وأعجبُ ما عنده قوله: (وتناظرت النصوص كلها وتبين أن أصحاب اليمين وإن كانوا قد ذكر الله أنهم في سدر مخضود)، وذكر الآيات، فإنما هذا بنص الآية على ما يصيرون إليه بعد الحساب يوم القيامة بلا شك، فإن قوله (وتناظرت النصوص) غير معلوم، إذ لا نص إلا ما في هذه السورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>