للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القسم الثاني من أهل الفترة]

قوم تدينوا بشريعة قائمة الرسوم مقررة الأحكام من الشرائع المتقدمة كمن تهود أو تنصر في الجاهلية (١).

فأما من تهود فمثل تبع أبي كرب وقومه من حمير، فقد ذكر ابن إسحاق (٢) أن أبا كرب لما قدم المدينة في سفرة سافرها فقتل ابنه بها غيلة قاتل أهلها وقصد لإخرابها وقطع نخلها، فمنعه حبران عالمان من أحبار اليهود من بني قريظة، وقالا له: لا تفعل أيها الملك فإنه يحال بينك وبينها، ولم نأمن عليك عاجل العقوبة فقال: ولم ذاك؟ قالا له: هي مهاجَر نبي يخرج من هذا الحرم من قريش تكون دارَه وقرارَه، فانتهى عن ذلك واتبعهما على دينهما.

وكان تبع وقومه أصحابَ أوثان يعبدونها، فحمل الحبرين معه إلى اليمن بعد أن اجتاز بمكة فعظم البيت وطاف به ونحر عنده وحلق رأسه، وكان (ق٨٦.أ) ذلك بإشارة الحبرين له به، ثم كساه وأوصى بذلك ولاته من جُرهم وأمرهم بتطهيره وأن لا يقربوه دما ولا ميتة ولا مئلاة (٣)، وهن المحايض، وجعل له بابا ومفتاحا.


(١) هذه الفقرة هكذا جاءت في (ب): من دخل منهم في شريعة من تقدم من الأنبياء، إذا كانت تلك الشريعة قائمة الرسوم معلومة الأحكام كمن تهود أو تنصر في الجاهلية.
(٢) السيرة النبوية (١/ ١٦ - ١٨)، وهي قصة طويلة، وقد اختصرها المصنف هنا.
(٣) في النسختين: ميلاتا. وفي لسان العرب أن المئلاة خرقة الحائض.

<<  <  ج: ص:  >  >>