للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

(من هم رسل الجن؟) (١)

فإن قيل: فإذا ثبت أنهم كانوا مخاطبين ومتعبدين بالشرائع فمن كانت الرسل إليهم قبل الإسلام؟.

قلنا: إذا ثبت أنهم مكلفون عُلم أن التكليف إنما يتصور بعد وصول الخطاب إليهم وإقامة الحجة عليهم، ومن ضرورة وصول الخطاب لهم أن يكون على لسان رسول يبلغه إليهم، ولا يلزمنا تعيين ذلك الرسول، إذ لا نص عندنا فيمن عدا محمدا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وقد قال بعض الناس: إنه كان للجن رسل منهم أرسلهم الله إليهم، أخذا بظاهر قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ} [الأنعام: ١٣٠] قال ذلك الضحاك (٢)، على ما ذكره أهل التفسير.

وقال ابن عباس: هم الذين بلغوا قومهم ما سمعوه من الوحي كما قال: {وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ} [الأحقاف: ٢٩].


(١) هذا العنوان زيادة مني.
(٢) رواه ابن جرير (٥/ ٣٤٥) بسند فيه محمد بن حميد الرازي المتروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>