للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسابق والمقرب واحد بدليل قوله: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: ١٠ ١١].

(في الأمم المتقدمة من يدخل الجنة بغير حساب) (١)

ولسنا نلتزم ولا بد أن تكون هذه الأمة تختص بأن يدخل من يدخل منها الجنة بغير حساب دون سائر الأمم، إذ لا يبعد أن يكون في الأمم المتقدمة من يدخل الجنة أيضا (٢) بغير حساب، ولو لم يكن ذلك إلا للأنبياء عليهم السلام لأنهم لا محالة أفضل ممن عداهم، ونحن نبرز ما سيكون دليلا على أن في الأمم المتقدمة من يدخل الجنة بغير حساب، والله أعلم.

قال الله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين} [آل عمران: ١٤٦]، فوصفهم سبحانه بأنهم قتلوا مع أنبيائهم وقاتلوا عنهم.

لأن اللفظة قرئت بالقراءتين جميعا (٣)، والمعنى أيضا يعضد ذلك، لأنهم إذا قتلوا معهم فقد قاتلوا عنهم، إذ لا يتصور القتل في الحرب إلا مع القتال.


(١) هذا العنوان زيادة مني.
(٢) في (ب) تقديم وتأخير.
(٣) قال أبو علي الفارسي في الحجة (٣/ ٨٢): قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع: قتل (بضم القاف بغير ألف).
وقرأ الباقون: قاتل (بفتح القاف وبألف).

<<  <  ج: ص:  >  >>