وقول ابن حزم: ومعنى قوله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ}[الانشقاق: ١٤] إنما هو ظن أن لن يحور إلى النار طمعا في المغفرة لمعاصيه، ولم يقل تعالى أن لن يحور إلينا، والحور الهلاك، فإنما ظن أن لن يهلك وألا يرجع إلى النار، غير محصل من وجوه:
أحدها: أنه قال في معنى قوله: {إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ}[الانشقاق: ١٤] إنما هو ظن أن لن يحور إلى النار، فلزمه بهذا التقدير أن يكون معنى يحور يرجع، وهو قد فسر الحور بالهلاك، ولا يستقيم له ذلك في قوله، إنما هو ظن أن لن يحور إلى النار، إذ يكون تقديره: ظن أن لن يهلك إلى النار طمعا في المغفرة، وذلك لا معنى له.
الثاني: أنه أوقع الحور آخرا على الهلاك والرجوع معا في قوله: فإنما ظن أن لن يهلك وأن لا يرجع إلى النار، فجمع بين اللفظين (ق.٣٥.ب) في معنى يحور، ولا يصح أن يكون الحور يجمع المعنيين، وإنما هو واقع على معنى واحد،