للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(هل الإيمان يوزن) (١)

ولنستدل على ما نقوله من كون الإيمان لا يصح وزنه. (٢)

والذي يدل على ذلك أمور:

أحدها: أن الإيمان لا تقابله معصية، ولا توازيه كبيرة إلا الإشراك والكفر الذي هو ضده (٣)، فهما (٤) لا يجتمعان في المحل الواحد في الزمن الواحد (٥)، فإن ذلك محال.


(١) هذا العنوان زيادة مني.
(٢) بل الإيمان يوزن, لأن الإيمان اعتقادات وأعمال قلوب وأعمال جوارح كما يقول أهل السنة, وكلها يتصور زيادتها ونقصانها, وبالتالي إمكان وزنها، وهذا من الوضوح بمكان، والغلط جاء من توهم أن الإيمان هو مجرد ما في القلب، وأن لاكفر إلا الكفر الاعتقادي، وبالتالي فوجود أحدهما يضاد وجود الآخر.
(٣) في كلام المصنف هذا إجمال وإبهام من رواسب الإرجاء الذي كرسه الأشاعرة بلا شك, بل الإيمان قد يجتمع عند أهل السنة مع المعاصي والذنوب. فقد يجتمع في العبد إيمان وكفر، وإيمان ونفاق، وإيمان وشرك خلافا للمرجئة والجهمية والخوارج والمعتزلة والكرامية، فقد منعوا ذلك.
والمراد بالكفر والنفاق والشرك أصغره لا أكبره. قال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض». رواه الشيخان.
وقوله: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر». رواه الشيخان.
راجع: القول المفيد (١/ ١٦٩) وفتح المجيد (٣٧٣) والإيمان لابن تيمية (٢٧٢).
(٤) في (ب): فكما.
(٥) في (ب): في الزمان الواحد في المحل الواحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>