وأما قول الله تعالى في الآية:{إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ}[الانشقاق: ١٤]، فهو إخبار بكفر هذا الذي يؤتى كتابه وراء ظهره، لأن الظن من باب الشك، والشك ضد اليقين الذي تُعبدنا به في باب الإيمان، فمن شك في الله أو في البعث فهو كافر.
وما أغرب قول ابن حزم:(فلم يخبر الله تعالى عن من يؤتي كتابه وراء ظهره بكفر)، وإخباره سبحانه بأنه ظن أن لن يحور هو عين الكفر لا محالة، فإن معناه: إنه حسب أن لن يرجع إلى الله تعالى، أي ليس يحييه وينشره للبعث.
ولذلك لم يختلف أحد من المفسرين في أن هذا هو معنى الآية، ويدل على كفره قول الله تعالى:{بَلَى}[الانشقاق: ١٥]، ردا عليه في ظنه، ومعناه: بلى ليحورن وليبعثن ليذوق وبال أمره، ويتبين له عاقبة خسره، ولذلك قال:{إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}[الانشقاق: ١٥]، أي بصيرا به في حالة كفره وحالة بعثه وحالة عذابه.