للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

(الأصنام التي كان العرب يعبدونها) (١)

كانت العرب قد اتبعت عمرو بن لحي في عبادة الأوثان كما تقدم التنبيه عليه، ثم إنها لم تكتف بما نصبه لها عمرو بمكة حتى اتخذ كل قبيل منهم في مواضع استيطانهم صنما لأنفسهم، يعظمونه ويعبدونه ويقربون له القرابين.

عدد ابن إسحاق في السير تلك الأصنام المنتشرة في قبائل العرب، وذلك أنه قال (٢): وقد كانت لقوم نوح أصنام قد عكفوا عليها قص الله خبرها على نبيه محمد - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فقال {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} [نوح: ٢٣] فكان الذين اتخذوا تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم، وسموا بأسمائها حين فارقوا دين إسماعيل:

هذيل بن مدركة، اتخذوا سواعا، فكان لهم برُهاط.

وكلب بن وبرة من قضاعة، اتخذوا ودا بدومة الجندل.

وأنعم من طيء وأهل جُرش من مذحج، اتخذوا يغوث بجرش.

وخيوان (٣) بطن من همدان (٤) اتخذوا يعوق بأرض همدان من اليمن.


(١) هذا العنوان زيادة مني.
(٢) السيرة النبوية (١/ ٥٥ - فما بعد)، والمؤلف اختصر كلامه.
(٣) في (ب): خيران.
(٤) في (أ): همذان.

<<  <  ج: ص:  >  >>