للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

(الاستقسام بالأزلام عند العرب) (١)

ومن أحكام العرب في الجاهلية الاستقسام بالأزلام، وقد سماه الله تعالى فسقا، وجعله رجسا من عمل الشيطان.

والعجب من قريش كيف صورت إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام، وهما بريئان من ذلك، خرج البخاري (٢) عن ابن عباس - رضي الله عنه - (٣) أن رسول الله (٤) - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت، وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت وأخرجت صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام، فقال: «قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط»، ثم دخل البيت فكبر في نواحيه.

فقريش في ذلك مكابرة إذ فعلت في نسبة الأفعال التي هي رجس من عمل الشيطان إلى من هو مصطفى عند الله تعالى بخلاف علمها، فإنها تعلم أن النبيين المختارين لم يفعلا ذلك قط بإعلام النبي - عليه السلام - لنا بذلك، وما عملت


(١) هذا العنوان زيادة مني.
(٢) صحيح البخاري (٢/ص٥٨٠، رقم ١٥٢٤).
(٣) من (ب).
(٤) في (ب): النبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>